حرية الراي....

مرحبا...
بعد ان اختلط مفهوم حرية الرأي والتعبير عند البعض في فرق وأصبحت هناك الكثير من المداخلات المتعلقة بحرية الراي
والكثير ممن يتعدون على الآخرين ويجرحون في شخصهم تحت مظلة الحرية وحرية التعبير بالذات، أردت ايضاح مفهوم حرية التعبير وأصلها منذ القدم بشكل مبسط ومختصر.
فها انا أضع بين أيديكم حصيلة معلوماتي عن حرية التعبير واتمنى بعدها ان يميز البعض بين الحرية وما يخالفها.
حرية الفكر هي حق الفرد كسلطة تقديرية في عدم التعرض له والحيولة بينه وبين عقيدته أو بينه وبين التعبير عن فكره ورغبته في الاتصال بالآخرين كحق لجميع الناس على قدم المساواة في اطار متطلبات المجتمع وحاجاته والمسؤولية التي تتطلب السيطرة على الذات .
وحرية الرأي هي بمثابة الحرية الام لسائر الحريات الذهنية وهي أن تكون ارادتنا التي نعبر عنها وليدة رغباتنا وليست وليدة قوى ملزمة تضطرنا أن نفعل ما لسنا نريد أن نفعله.
فالتعبير الحر هو الذي يصدر من ذات الشخص بما فيها من غرائز وميول. وحرية الرأي ليست الا سقوط العوائق التي تحول دون أن يعبر المرء بفطرته الطبيعية عن ذاته وعن مجتمعه تحقيقا لخيره وسعادته على أساس من العقل والتسامح والرغبة في الخيروتتطلب الحرية أن يكون الفرد مستقلا عن الحكومة أو السلطة بقدر المستطاع ويكون لكل ذي راي الحق في أن يعبر بحرية كاملة عن أفكاره ومعتقداته وما الحرية الا نتيجة فورية لاستقلال الفرد واحترامه.
حرية التعبير عن الرأي في العصور القديمة:
عرف المصري القديم حرية التعبير عن الرأي ومارسها رغم طغيان معظم ملوك الفراعنة، فقد كان الفرعون هو مصدر السلطات وأصل التشريع وبيت العدل والقضاء.
وتحفظ لنا أوراق البردى في المتحف البريطاني قصة الفلاح الفصيح التي تعد وثيقة تاريخية تشهد بقيام حق النقد وحرية التعبير في مصر الفرعونية قبل 35 قرنا.
وقد صاغ اليونانيون ( الاغريق) قديما نظرية كاملة للحرية لا تزال تتردد في بقاع الارض حتى الآن بفضل فلاسفة اثينا ومنهم سقراط وأفلاطون وأرسطو. وسبقهم في ذلك القائد الأثيني الحكيم بركليز pericles الذي ترك خطابا عظيما يتضمن مبادىء سامية من أبرز ما تضمنه ما يتصل بحرية التعبير والمناقشة ،ومن الأفكار التي طرحها:
-ان على كل انسان ان يبذل ما استطاع من جهد واهتمام بالحياة العامة لوطنه وألا ينكب فقط على مجرد حياته الخاصة وضرورة المشاركة في السياسة فالناس سواء لا امتياز بينهم.
-المناقشة هي الأداة الفعالة لتفهم المشاكل العامة والاسهام بدور في الحياة العامة وفي النظام السياسي.
وترجع عظمة الافكار الاغريقية الى وجود الشعور والفكر الديمقراطي في تلك البيئة ولم يكن ثمة قيود او حدود على سلطان الدولة فيما يتعلق باحترام حريات وحقوق الأفراد وقد وضع سقراط فلسفة ونظاما لحرية التعبير جعل منه حقا يعلو على الحياة نفسها، ثم صاغ افلاطون افكار معلمه في شكل دستور لمدينة فاضلة تقوم حكومتها على اساس العقل المفكر الحكيم وانتهى أرسطو الى ان أفضل الحكومات هي تلك التي تمارس فيها الاغلبية ادارة الدولة للصالح العام أي التوافق بين مبادىء الحرية وتحقيق الثروة والسعادة لسائر المواطنين واوضح ارسطو في كتابه" السياسة" أن المشاركة لا تتحقق الا بحرية التعبير والقول حتى يمكن للمواطن صياغة فكره للاسهام في حكم المدينة.
اذا حرية التعبير والفكر هي حق قديم للفرد فلماذا نصادره الآن؟؟؟ فهو موجود منذ الأزل..

....
ملاك