hakm
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

hakm

مدينة الحب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبناؤنا وداء الاتكالية...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غدير الحب
مرقبة عامه
مرقبة عامه
غدير الحب


انثى
عدد الرسائل : 890
المزاج : سعيده بشوفتكم
مزاجى : أبناؤنا وداء الاتكالية... Pi-ca-48
تاريخ التسجيل : 19/02/2008

أبناؤنا وداء الاتكالية... Empty
مُساهمةموضوع: أبناؤنا وداء الاتكالية...   أبناؤنا وداء الاتكالية... Icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 4:27 am





إلى كل أم وأب بل إلى كل مربي بصفة عامة لماذا نترك أبناؤنا هكذا ومسئوليتنا أعدادهم رجال وأمهات المستقبل فلابد من تعليمهم معني المسئوليه أيها المربي الفاضل (علمه المسئولية)

شكوى مخطئ
قد يشكو أحد الآباء من ولده في اعتماده بالكلية على والديه، في كل شيء؛ في طعامه وشرابه، وارتدائه ثيابه، واستذكاره دروسه، وأداء واجباته.. إلى آخر هذه الشكاوى .

أيها المربي ، اعتماد الأبناء على غيرهم بهذه الصورة هو ما يمكن أن نسميه بـ (الاتكالية)؛ بحيث يعتمد الابن من صغره على والديه في جميع شأنه فيتعود ذلك ويألفه، ويصير لازمة له حتى عند الكبر، فيخالف توقعات والديه في أن عامل السن سوف يكون سببًا لتخلص ولدهما من الاتكالية.

وحرصنا على ولدك وهذا الجيل عمومًا، والذي نأمل أن تتحقق على يديه نهضة الأمة، يجعلنا نصدقك القول: أن هذه الاتكالية ليس لطفلك فيها من ناقة ولا جمل، بل هي بسبب تعاملنا نحن ـ الآباء ـ مع الأبناء!!

نعم عزيزي المربي الكريم، فحب الوالدين الشديد والمبالغ فيه لأولادهما وشدة خوفهما عليهم يدفع الوالدين إلى القيام بكل كبيرة وصغيرة من شئون أبنائهما؛ مما يدفع الأبناء بالتالي إلى الاعتماد على الوالدين في كل شيء منذ سن صغيرة، فيشب هذا الصغير ويترعرع على الاتكالية والاعتماد على الغير.

فكم من الأمهات مثلًا لا تترك ابنها ـ الذي بلغ سنًا كبيرة ـ في البيت وحده، أو تمنعه من الذهاب إلى النادي أو إلى أقاربه وحده خوفًا عليه، وفي أيام الامتحانات وما أدراك ما أيام الامتحانات؛ تجد الأم تذاكر لابنها كل صغيرة وكبيرة وتؤدي له واجباته كأنها لا زالت طالبة!!

اعطه السنارة لا السمكة
لا تظن أيها المربي أنا نطالبك بالتخلي عن ابنك!! كلا، وإنما قد جعل الله لكل شيء قدرًا، فكما أن الابن يحتاج إلى عاطفة الأب والأم في هذه المواقف، ويحتاج إلى الشعور بالاهتمام، فهو أيضًا يحتاج إلى الشعور بالاستقلالية وتحمل تصرفاته كي ينضج ويكبر.

ولكن هل المساعدة التي يجب تقديمها لأبنائنا تكمن في توفير كل ما يحتاجونه؟!! أم أن المساعدة الحقيقية لهم إنما تتمثل في تنمية روح المسئولية في نفوسهم وإبراز شخصيتهم، وتنمية الثقة لديهم، وتشجيعهم على اتخاذ القرارات المناسبة فيما يخصهم ويتعلق بحياتهم؟!!، فنحن لسنا بحاجة إلى أن نصطاد السمك لأبنائنا بل نحتاج أن نعلم أبناءنا كيف يستخدمون السنارة كي يتمكنوا من الصيد بوجودنا أو بغير وجودنا.

احذر الحفرة
نعم هي حفرة تلك التي يقع فيها الكثير من الآباء فتؤدي إلى إصابة الأبناء بالاتكالية، فإن الأب لا يقصد الضرر لابنه، بل قد يكون ذلك لأسباب ظاهرها الخير، تجعل الوالدين يقدمان كل شيء لإبنهما مما يدفعه إلى الاتكالية، ومنها:

1 ـ رغبة الآباء في تعويض ما فقدوه من عطف وحب وحنان أثناء طفولتهم، وذلك بالإغداق على أولادهم بسيل غير واع من الحب والتدليل، سواء لفقد أحد الأبوين، أو لتلقي معاملة سيئة من أحدهما أو كلاهما.

2 ـ رغبة الوالدين في تقليد والديهما في طريقة التربية ونوعها، فيأخذونها كما هي دون تمحيص أو تدقيق ويطبقونها بكل إيجابياتها وسلبياتها في تربية الجيل الحديث.

3 ـ وقد يرجع ذلك لخوف الوالدين على الطفل لا سيما إذا كان الطفل الأول أو الوحيد أو كان ولدًا بين مجموعة من الإناث، أو بنتًا بين مجموعة من الذكور.

فحينما يقع المربي في هذه الحفرة العميقة، حفرة المحبة والخوف المفرط يُصاب الأبناء بأشياء كثيرة ومنها:

1ـ يجعل الطفل لا يعتمد على ذاته ولا يقوم بمزاولة أي نشاط إلا إذا ساعده الآخرون.

2ـ يجعل الطفل يطلب الحماية والرعاية بصفة مستمرة ولا يستطيع التحرر من أسر الاعتماد على والديه في سهولة.

3ـ يجعل الطفل لا يستطيع الشعور بالمسئولية ولا يقدرها ولا يقوى على رفض طلباته، ولذا فهو يتعرض للاضطراب النفسي عندما تقف في طريقه عقبة أو يتعرض لمواقف محبطة.

بل لا نبالغ إن قلنا: إن هذه الرعاية الزائدة هي التي أخرجت لنا أناسًا على درجة عالية من الخلق والأمانة، ولكنهم يفتقدون ما يكفي من الكفاءة والحنكة وحسن الإدارة لقيادة أعمالهم في سبيل النجاح.

وضع نصب عينيك أيها المربي الفاضل هذه المقولة الجامعة: (لا تحرم ابنك من الخبرات، ولو سببت له بعض الألم، فهو بحاجة للشعور بالحياة لكي يتعلم منها).

رجل الأطفال يتعلم المسئولية
وتعالوا بنا لنتأمل في سيرة علي رضي الله عنه وأرضاه وكيف أنه كان يتحمل المسئولية منذ صغره، ليكون نموذجًا لما ننشده في أبنائنا قبل أن نتكلم عن المسلك التربوي الذي ينبغي اتباعه في تربية فلذات أكبادنا.

القرار:

قرار عجز عنه كبار الرجال، عجز عنه أبو جهل وعقبة ابن أبي معيط وغيرهما من السادات والأشراف الذين عُرفوا بالحزم والسؤدد، إنه قرار الإسلام، ولكن هناك طفل صغير، بل لو شئت فسمه (رجل الأطفال) يتخذ هذا القرار، على مسئوليته الخاصة، ويتحمل تبعاته ومخاطره، إنه قرار مصيري، سوف يترتب عليه ترك ملة الآباء والأجداد، سيغير من عاداته وتقاليده، سيغير من أهدافه وغاياته، سيؤدي إلى عداوة شديدة بينه وبين قومه، ولكنه قرر وتحمل التبعة، على مسئوليته الخاصة، فحُق له أن يحمل عن جدارة لقب (رجل الأطفال).

فتعالواأحبتي في الله لنستمع إلى الحوار الذي دار بين النبي صلى الله عليه وسلم حينما بعثه الله تعالى بالإسلام وبين علي رضي الله عنه ابن العاشرة من عمره، وتأمل معي كيف كان يفكر هذا الغلام الحدث:

جاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما أسلمت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، فرآهما يصليان، فسأل علي النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغهما من الصلاة: (يا محمد، ما هذا؟)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((دين الله، الذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وإلى عبادته وكفر باللات والعزى)).

فقال علي: (هذا أمر لم أسمع به من قبل اليوم، فلست بقاض أمرًا حتى أحدث أبا طالب)، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: ((يا علي، إن لم تسلم فاكتم))، فمكث علي تلك الليلة يفكر في هذا الأمر الجلل، وانظر أيها المربي الفاضل كيف يتصرف ابن العاشرة؟ إنه يطلب المهلة كي يفكر في قراره الذي سيتخذه، وتأمل أيضًا ثقة النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فإنه لم يقل له: (اصمت فأنت لا زلت طفلًا صغيرًا)، (أو اسكت فهذه من أمور الكبار)، أو ما شابه من عبارات التقزيم التي يخاطب بها الآباء أبناءهم.

فلما أصبح علي، غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه، فقال: (ماذا عرضت علي يا محمد؟)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد))، فأسلم علي رضي الله عنه وكتم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

غلام بأمة:
ولم يكتف علي رضي الله عنه بتحمل مسئولية نفسه فقط، بل تعدى إلى حمل مسئولية الإسلام وهو ما زال غلامًا، فنرى له دورًا رائدًا في إرشاد أبي ذر وإسلامه رغم المخاطر المحدقة.

فقد أتى أبو ذر رضي الله عنه إلى مكة باحثًا عن الدين الجديد الذي سمع به، ولكنها كانت فترة صعبة تلك التي قدم فيها؛ حيث شدد زعماء مكة الخناق حول هذه الدعوة وأخذوا يتربصون بكل باحث عنها أو منتسب إليها، فخشى أبو ذر أن يسأل أحدًا من أبناء قريش عن صاحب هذه الدعوة فينكشف أمره بين الناس.

فلما جن عليه الليل اضطجع، فرآه علي فأخذه ليبيت معه في بيته ولم يحدث أحدُهما صاحبَه بشيء، فلما كان الصباح خرج أبو ذر إلى الكعبة حتى أدركه الليل فرآه علي فاستضافه لليلة ثانية، وحدث مثل ذلك الليلة الثالثة، ثم سأل علي أبا ذر عن سبب قدومه، فلما استوثقه أبو ذر أخبره بمراده.

فماذا يفعل علي رضي الله عنه، الذي شعر بمسئوليته تجاه الإسلام؟ قال لأبي ذر داعيًا إياه إلى الحق: (فإنه حق، وهو رسول الله، فإذا أصبحت فاتبعني، فإني إن رأيتُ شيئًا أخافُ عليك قمتُ كأني أريق الماء، فإن مضيتُ فاتبعني حتى تدخل مدخلي)، فتبعه حتى قابل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم.

تخيلوا أن صاحب هذا الفعل العظيم، الذي أحاطته المخاطر من كل جانب، هو طفل صغير لم يكن قد ناهز الحلم بعد، فمن أي معدن كان؟! بل وما الذي صقل هذه الشخصية هكذا على الإيجابية والشعور بالمسؤلية؟!

نوم المجاهدين:
حينما اجتمعت قريش لقتل النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة، فمن ذلك الشجاع الذي يتركه النبي صلى الله عليه وسلم لينام مكانه؟! ومن ذلك الرجل الذي يقوم بمسئولية رد الأمانات إلى أهلها؟! إنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وحول ذلك يقول د. على الصلابي (لما أصبح علي رضي الله عنه ، قام عن فراشه، فعرفه القوم وتأكدوا من نجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا لعلي: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، أو رقيبًا كنت عليه؟ أمرتموه بالخروج فخرج، وضاق القوم بتلك الإجابة الجريئة وغاظهم خروج رسول الله من بين أظهرهم، وقد عموا عنه فلم يروه، فانتهروا عليًا وضربوه، وأخذوه إلى المسجد فحبسوه هناك ساعة، ثم تركوه، وتحمل علي ما نزل به في سبيل الله، وكان فرحه بنجاة رسول الله أعظم عنده من كل أذى نزل به، ولم يضعف ولم يخبر عن مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانطلق على في مكة يجوب شوارعها باحثًا عن أصحاب الودائع التي خلفه رسول الله من أجلها، وردها إلى أصحابها).

إن أردت من ابنك أن يتحمل المسئولية ويعتمد على ذاته بطريقة أفضل فلقاؤنا القادم بإذن الله تعالى سيجيب لك عن أسئلتك ويَروي ظمأك.

وأسأل الله تعالى أن يُقر أعيننا بأبنائنا في الدنيا والآخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبناؤنا وداء الاتكالية...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
hakm :: منتدى الحوار الجاد-
انتقل الى: