غدير الحب مرقبة عامه
عدد الرسائل : 890 المزاج : سعيده بشوفتكم مزاجى : تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: النصائح الست لمن أصابته خسارة الأربعاء ديسمبر 03, 2008 10:28 am | |
|
لعل في الأزمة الخانقة الحالية التي نعيشها اليوم ما يجعلنا نتحول عما بدأناه من مقومات الأمة التي نحلم بها إلى هموم الأمة التي نعيش بينها ونرى مصائبها. صحيح أن الأزمة وإن كانت غربية أكثر منها عربية أو شرق أوسطية، لكنها في المقابل لم تدع دولة مهما كانت غنية أو بعيدة إلا وأصابها شررها، والأنكى من ذلك أنها مرت على كثير من البيوتات الآمنة والطبقات الوسطى والضعيفة فنهشت منها ما استطاعت ربما لم يتأثر الناس هنا في الخليج بقدر غيرهم حيث إن الشريحة العظمى والواسعة تعتمد على رواتب الدولة ووظائفها وهو مالا يتأثر عادة لا بالطفرة ولا بالركود، لكن الحاصل اليوم أن معظم الخليجيين وحتى العرب بحكم الطفرة السابقة دخلوا سوق الأسهم واعتادوا المضاربة والاكتتاب والاستثمار فيها، وقد تأثرت هذه الأسواق بشكل عنيف وهبطت بطريقة مؤلمة، فتكبد الناس خسائر لم تكن بالحسبان، وكثير منهم ذهب جل أو كل ماله الذي جمعه طيلة حياته أو كان يبني عليه آماله، فعادت النفوس كئيبة والقلوب حزانى والأبصار وجلة، وركب جلنا مركب الهم فهو ينتظر فرجا من هنا أو خبرا يسر على إذاعة أو محطة يبشر بانفراج للأزمة، لكن هيهات والأخبار كلها لا تسر! 1- الشكر لله أنها لم تكن في الدين ولا في الصحة وإنما جاءت بالمال والمال بضاعة مخلوفة وعرض يأتي ويذهب، كما كان يقول حاتم لزوجته ماوية: أماويّ إن المال غاد ورائح ويبقى لنا من بعده الخير والذكر ما أهون مصيبة المال إذا ما قيست بمصيبة البدن والصحة أو إذا ما قوبلت بمصيبة الدين والخلق، وكما قال ابن السماك الواعظ لهارون الرشيد: لا خير في ملك لا يساوي شربة ماء ثم خروج ذلك الماء! 2- الصبر طريق للأجر يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن». فاحمد الله في مصيبتك وأدم ذكره وشكره على كل حال، فإن الدنيا دول والأيام تتقلب، من سرّه زمن ساءته أزمان. ولا حال إلا وهي رهن تقلب إذا صلحت بالأمس أفسدها الغد إن المصيبة سارية عليك على كل حال، فلتأتك وأنت صابر فيأجرك الله عليها، خير من أن تأتيك وأنت ناقم غاضب خانق فتحرم الأجر أو تأثم، ولا تنس أن تقول «اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها». 3- أعد حساباتك من فوائد المصائب أنها تجعل المرء يعيد حساباته ويقرأ الحياة من حوله بشكل أوضح وأصح وأدق، فاجعل من مصيبتك اليوم إن كنت ممن أصيب دافعا قويا لك لتعيد ترتيب حياتك، وتعرف كيف تبني مستقبلك المهني والمادي على أساس سليم ومتين وصحيح إن المصائب طوعا أو كراهية أعدن نحتي كما أبدعن تكويني واستفد منها اليوم وأنت قادر على تغيير مسارك قبل أن تأتي مصيبة أعظم لا تستطيع أن تقوم بعدها، نسأل الله أن يبعدنا جميعا عن مثل هذا. 4-اليقين بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين المؤمن لا يعرف الخوف من غده أن ينقطع رزقه ولا أن يعدم أسباب الحياة أنا إن عشت لست أعدم قوتا وإذا ما مت لست أعدم قبرا فهو يعلم ويوقن أن الله الذي أوجده قد تكفل برزقه، فهو الرزاق سبحانه وحده، وما غيره إلا أسباب يسخرها، وقد يأتي الرزق من غير سعي، وقد يفوت مع السعي الحثيث، لاشك أننا مطالبون بالسعي والعمل بأسباب الدنيا والله لا يضيع أجر من أحسن عملا، لكننا في قرارة نفوسنا نعلم أن الرزق من الله سبحانه فنحن نعيش أمانا من جهة الإيمان، وهذا ما قد يفقده غير المؤمن «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» وهذا الأمن يشمل كل نواحي الحياة ومنها أمننا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فاترك الهمّ ما استطعت فحملانك الهموم جنون إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون وهذا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول «لا يصدق إيمان العبد حتى يكون بما عند الله أوثق منه بما في يده». وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال بن رباح رضي الله تعالى عنه فوجد عنده صبرا من تمر «الصبرة هي ما يجمع من الطعام من غير وزن» فقال له «ما هذا يا بلال؟ قال: أعدّه لأضيافك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما تخشى أن يكون لك دخان من نار جهنم؟! أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا». 5- الأمل مفتاح السعادة لا تدع الأمل يذهب نوره من قلبك، فالمسلم لا يعرف التشاؤم ولا يسلك طريقه، لاشك أن الواقعية والموضوعية مطلوبان في كل الأحوال، وأن الحذر سلام وأمان من تقلبات الأزمان والخلان، لكن الإنسان يعيش على الأمل، ويتطور بالأمل، ويحقق نجاحاته وطموحاته بالأمل، ويتابع مسيرته في حياته منشرح الصدر بالأمل وللقلوب وإن كانت على وجل من المنية آمال تقويها والنبي صلى الله عليه وسلم كان مشعل الأمل بين أصحابه، فقد بشّر سراقة بن مالك بتاج كسرى وإسورتيه وهو ملاحق متخف من قومه، يطلبون رأسه حيا أو ميتا!! وبشّر أصحابه بكنوز فارس والروم وهو محاصر في غزوة الخندق والطعام معدوم وقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر! لكنه كان رائد الأمل وموقظه ومشعله، فله قلب لم يعرف اليأس ولا الشؤم ولا الخوف. 6- النظر في النعم الباقية دعا عبد الملك بن مروان عروة بن الزبير رضي الله تعالى عنه فلما وصل إلى الشام وكان في ضيافة الأمير، رفس حصان أحد أبنائه ممن كان في صحبته فقتله، ثم أصاب داء رجله فبتروها له وهو يصلي فناجى ربه قائلا «اللهم إن كنت أخذت ولدا فقد وهبت أولادا وإن كنت أخذت عضوا فقد أبقيت أعضاء» وما زاد على أن قال حين عاد من سفره «لقد لقينا في سفرنا هذا نصبا» فإن كانت المصيبة قد أتت على بعض مالك فاحمد الله على ما تبقى وانظر إلى ما عندك من نعم أخرى لم تصب فيها، وإن كنت بعيدا عن الأزمة كلها فاحمد الله أنك لم تصب بما أصيب به غيرك، انظر دائما إلى ما تملكه لا إلى ما تفقده، فما فقدته ذهبت قيمته ولم يعد ملكا لك، وما تملكه هو كنز حقيقي تستطيع أن تبدأ وتكمل به حياتك يقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه«الرجال ثلاثة، رجل هين لين ذو رأي ومشورة إذا نزل به أمر أنزل فيه رأيه، ورجل لا رأي له ولا مشورة إذا نزل به أمر رجع إلى صاحب الرأي فعمل برأيه، ورجل حائر بائر، لا رأي له ولا مشورة لا يطيع رشدا ولا يتبع مرشدا» فإن كنت من الأول فهنيئا لك، وإن كنت من الثاني فأنت في أمان بإذن الله، ونعوذ بالله أن نكون من النوع الثالث فنهلك، فاستشر ولا تتبع الهوى والطمع فتهلك فما خاب من استخار ولا ندم من استشار. نسأل الله أن يفرج عن كل ذي كرب كربه، وأن يعوض كل صاحب خسارة خيرا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: النصائح الست لمن أصابته خسارة الأربعاء ديسمبر 03, 2008 10:45 am | |
| غدير الحب
يعطيك الف عافيه على هالنصائح الجميلة مثلك
وربنا يوفقكم وعساكي عالقـــــوه
تقبلي مــروري |
|